الكلمة الشهرية (رمضان المبارك) 1426هـ - 2005-10-16

الحمد لله الذي إليه يرجع الأمر كله ، وأزكى صلاة على الهادي سيدنا محمد وآله وصحبه وعلى أهل الحق في كل البلاد.

 

إخواننا الأحبة، أخواتنا الغاليات: عليكم سلام الله دائما أبداً ورحمته وبركاته وبعد:

فهذا الموقع وقد سميناه (دربنا Darbuna) إنما هو مولود جديد في درب الدعوة يحبو، وبدعائكم وسديد رأيكم يشتد وينمو، حاولنا مااستطعنا أن نجعل فيه زاداً جديداً في درب قديم مااستطاع أحد أن يزعم له بدلاً، فالدعوة إلى الله هي عمل الأنبياء والرسل الكرام، ولقد أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “وَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِهُدَاكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أن يَكُونَ لَكَ حُمْرِ النَّعَمِ” (رواه البخاري-المناقب 3701).

من خلال موقعنا سنزرع الخير ألوانا، وسنتواصل مع كل إخواننا وأخواتنا في بقاع الأرض كلها، ولن نترك مورداً عذباً إلا وننهل منه؛ نرتاد ونستقي فنسقي، وفي موقعنا نرفع للنصح راية ونعيد السمت الأول إذ نجتمع على الأصل الذي إليه كلنا ينتسب فلا نحصر الإسلام في مدرسة ألفناها ولانجعل الأوسع حبيس الأضيق، بل نفزع إلى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء-92) ومن روح الأمة الواحدة نتناصح، ونبحث عن أفضل وسائل الدعوة إلى الله، وندرس مسائلها ونحيي فقهها مرة أخرى، ونُعَرِّجُ على سير السابقين من أعلام الأمة فنلتمس البركة من تجاربهم ونلصق خدنا بالأرض اعترافاً بفضلهم وسبق جهدهم، مع علمنا بأنهم بشر والكل يصيب ويخطئ، ومامن باب خير إلا وندقه، ولنا في ذلك منطلقات تحت دوحة الإيمان استظلت، وفي شغاف القلب نقشناها.

 

وإن سهت أعيننا فأنين أهل الحق يوقظنا، وحال البشرية التائهة يؤلمنا، والأجر من الله حادينا.

دربنا بالوعي نملؤوه، ولانرضى السذاجة في دربنا، ولانسير تقليداً من دون بصيرة، بل نبحث عن الصواب فنعلنه، ونرفع له راية، وتبقى دعوتنا أغلى من أن نجامل في حقائقها، أونغِّيب صريح معانيها.

 

من توفيق الله أن يكون انطلاق موقعنا في شهر التقوى، في رمضان ولله در رمضان ما أكرمه:

 

فلأنفاس رمضان … عبقٌ لايُنسى.

ودروب الخير فيه … تمتد بلا انتهاء.

في الصيام نداوة التوحيد ، ومدرسة التقوى.

وفيه الجهاد الأكبر والأصغر … يكون.

وعندما تكاد الأمة تتشرذم أو تضيع :

يلملم رمضان شملها … ويعيد زمرة القلب الواحد.

وفيه يكون الري … إذا جفت الينابيع والسواقي.

وبرحمة الله تعالى … يكون الفرح وإليها الشوق.

وإلى نفحات الهداية من المعلم الهادي صلى الله عليه وسلم … يكون الحنين.

وتحت المآذن والقباب … تولد الجموع من جديد.

رمضان عالَمُ إيمانٍ … أخاذٌ آسِر .

وشمس هداية لاتغيب … ومشكاة صدقٍ وتقوى … ومواساة وتراحم … ونصر وتأييد .. التقوى فيه ألوان لاتُعد..

فلنغترف منه .. فإن القلوب إلى ريه لظماء.

 

ببركة الله نبدأ سيرنا، وبكم إخوتنا تزدان الأرض وتمتلئ هداية وإيماناً.

نسأل الله السداد والرشاد والتوفيق

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

أحمد معاذ الخطيب الحسني

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف كلمة الشهر. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.