التغيير في الشرق الأوسط تأخر 20 عاماً

داود أوغلو: وزير الخارجية التركي

أعتبر نفسي محظوظاً إذ تواجدت في “قمة قادة التغيير” التي تقام يومي السبت والأحد في اسطنبول، ويشارك فيها ساسة حاليون وسابقون من مختلف دول العالم، منهم على سبيل المثال كوفي عنان وآل غور وآلان جوسبان ورئيس وزراء أوكرانيا والكثير من الدبلوماسيين العرب والعالميين إضافة طبعاً إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته العبقري أحمد داود أوغلو.

في الندوة الأولى بعنوان: “دور تركيا الجديد، وآثاره في المنطقة”، شارك إلى جانب داوود أوغلو كل من مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، والسفير الأمريكي السابق في تركيا ويلسون، والكاتب كيفن كينزر، ورئيس إحدى الشركات الإقتصادية العملاقة في تركيا شاهنك.

في كلمته التي احب أن أختصرها هنا، قال داوود اوغلو أن التغيير لن يتم في لحظات ولكن من لا يملك فكرة ورؤية للتغيير لن يستطيع تحقيقه. واعتبر أن التغيير في الشرق الأوسط تأخر 20 عاماً، مضيفاً أن التغيير في المنطقة أتى طبيعياً ووليد الأحداث الداخلية لكل دولة دون تدخلات خارجية، واعتبر أن الجميع امام هذا التغيير أحد ثلاثة أصناف:
= من يقاومون التغيير
= من يقفون موقف المتفرج
= من يشاركون في التغيير

ولخص وزير الخارجية التركي المبادئ التي ترتكز عليها سياسة أنقرة وفهمها للتغيير الحاصل بهذه الستة:
1.البعد النفسي: او الثقة. يقرر اوغلو أن الناس تثق بكم عندما تثقون أنتم في أنفسكم، وهذا سبب ثقة الجميع بتركيا، فهي لا تنتظر إعلان غيرها لمواقفه حتى تعلن موقفها، بل تعلن سياستها ومواقفها بكل ثقة، وضرب مثل منتدى دافوس.

2.لماذا نتغير؟؟؟: هل هدف التغيير هو فقط امتلاك عناصر القوة؟؟ لا، يجيب داود أوغلو.. فالهدفان الأسمى للبشر على مر التاريخ كانا الأمن والحرية، وما دون ذلك امور كثيرة يستطيع الإنسان التضحية بها في سبيلهما. وينبغي لهما التواجد معاً، فالتضحية بالحرية من أجل الأمن يولد الديكتاتورية، والعكس يؤدي إلى الأزمات.

3.قيم التغيير: ما هي القيم التي نريد أن نوجدها او نحميها من التغيير؟؟ إنها سيادة القانون، والعدالة، وحقوق الإنسان والشفافية. فإذا حقق التغيير هذه القيم وحافظ عليها يجب أن يُدعم، وإلا فلا.

4.آلية التغيير: يمكن تحقيق التغيير بعدة طرق لكن الأنفع والأفضل هو التغيير بطريقة سلمية. رسالتنا إلى شعوبنا الشقيقة في المنطقة أن يغيروا سلمياً دون هدم او دماء حتى يحافظوا على تلك القيم المذكورة آنفاً.

5. الهوية المؤسساتية للتغيير: يجب على التغيير أن يكون دائماً لا مؤقتاً. ومن اجل ديمومة التغيير يجب تحقيقه دون تدمير المؤسسات، وضرب مثالاً ما حصل في العراق، الذي تحقق فيه تغيير، لكنه دمر البلد ومؤسساته.

6.وصول التغيير إلى هدفه الإستيراتيجي النهائي: إذا لم يكن هناك رؤية واضحة لما تريدونه، سيكون الوضع بعد التغيير مفتوحاً على كل الإحتمالات. لذلك يجب على من يريد التغيير ويسعى إليه ان يكون لديه استيراتيجية واضحة ورؤية سليمة بعيدة المدى ذات أهداف واضحة وجلية.

وختم داوود أوغلو كلامه قائلاً: هذا هو الشرق الأوسط الذي نريده. نرى في التغيير فرصة لا تهديداً، ولذلك يجب على تركيا أن تكون الدولة الرائدة في المنطقة . رسالتنا إلى كل الدول التي شهدت تغييرات كانت دائماً أننا ندعم ونشارك ونريد ان نكون جزءاً من تغيير سلمي في المنطقة، وإلا كنا ضمن الخاسرين من التغيير.

أعلق على كلامه كما علق مدير الجلسة: تتضح هنا الفائدة الرائعة من تناسق الأكاديمي مع السياسي الدبلوماسي في كلام وشخصية أحمد داوود اوغلو ، فتخرج لنا النظريات بأبهى صور الواقعية

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف المناهج. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.