لقاء صحفي مع أحمد معاذ الخطيب 21-3-2012

المقابلة أجريت في إستانبول
ونُشرت في (الشرق الأوسط) يوم 21-3-2013
إسطنبول: ثائر عباس

رغم تفضيله إنشاء سلطة تنفيذية تدير المناطق الخارجة عن سلطة نظام الرئيس بشار الأسد، فإن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، تفاعل، حسب ما قاله في حديث مقتضب أجراته معه «الشرق الأوسط» بعد إعلان اسم رئيس الحكومة الانتقالية في اجتماع إسطنبول للمعارضة السورية، مع صوت الأغلبية في الائتلاف الميالة لفكرة تشكيل حكومة مؤقتة، وإنه يسعى الآن مع بقية أعضاء الائتلاف إلى إنجاح هذه الخطوة، كما أكد في حواره مع «الشرق الأوسط».

ومع تسمية غسان هيتو رئيسا للحكومة الانتقالية السورية ازدادت التكهنات حول إمكانية استقالة الخطيب من رئاسة الائتلاف، غير أنه أوضح أنه لا يجد مبررا لتداول هذا الموضوع خصوصا أن ولايته تنتهي في غضون شهرين فقط، وعندما يحين موعد ذلك الاستحقاق، فإنه سيقرر ما إذا كان يرغب في الاستمرار في هذا الموقع عبر الترشح له مجددا، أو خدمة القضية السورية من موقع آخر. ويوزع الخطيب المهام بين الحكومة الانتقالية والائتلاف؛ فيحدد مهام الأولى بـ«الأمور التنفيذية داخل المناطق المحررة»، بينما يعتبر الأخير «مرجعية سياسية وقانونية للحكومة، بالإضافة إلى إدارته الملفات السياسية».

وفي ما يلي نص الحديث المقتضب:

* ما الخطوة التالية بعد تشكيل الحكومة؟

- سيضع رئيس الوزراء برنامجه ويعرضه على الهيئة العامة للائتلاف لإقراره أو تعديله بما يتناسب وتقديم أفضل ما يمكن للداخل السوري.

* نُقل عنك معارضتك مبدأ الحكومة وتفضيلك مبدأ سلطة تنفيذية تدير المناطق المحررة؛ ما موقفك الآن؟

- على المستوى الشخصي ما زلت أفضل السلطة التنفيذية حتى الآن، لكن القرار بتأليف الحكومة تم اتخاذه في الائتلاف وفقا لإرادة الأكثرية ومشينا في الموضوع. نحن جسم واحد ولا بد من العمل لإنجاح هذا الموضوع كجسم واحد بما فيه مصلحة الثورة والشعب السوري الذي يعاني الكثير في الداخل، ولا بد لنا من القيام بكل ما يمكننا من أجل تخفيف العبء عنه ومساعدته في الخلاص من الوضع القائم.

* هل ينهي تشكيل الحكومة المؤقتة مبدأ الحوار مع النظام، وما مصير مبادرتك للحوار مع أشخاص من النظام لم تتلطخ أيديهم بالدماء؟

- موضوع مبادرتي منفصل عن (تشكيل) الحكومة (المؤقتة)، هو موضوع إنساني وأخلاقي وحقوقي. النظام هو من دمر المبادرة. طرحنا في هذه المبادرة ما نراه الأفضل، وقد رفضها النظام، لكنه الآن يحاول التحايل لتحقيق ما يعتقد أنه مكاسب. المبادرة كانت واضحة وإنسانية، وتخلو من الشروط العسكرية أو السياسية، وهو (النظام) حاول أن يقفز فوقها. والآن وبعد أن خرب الطريق عليها يحاول القول إنه يقبل أو ما إلى ذلك. لكن الناس ملت من محاولات الاحتيال التي يقوم بها.

* الآن بعد أن قررتم تشكيل حكومة وافقت عليها كل أطراف المعارضة تقريبا..

- (مقاطعا) أغلبها.

* هل تتوقعون ترجمة الوعود الدولية لكم مع تشكيل هذه الحكومة؟

- أنا لا أريد أن أدخل في موضوع التوقعات، فالتوقعات لا أضعها في الحسبان. ما هو على المحك العملي الآن هو الحكومة، وسنرى كيف يجري التفاعل معها. هناك استحقاقات وواجبات دولية حيال المجتمع السوري نحن نطالب بها. بطبيعة الحال نحن مستاؤون من الموقف الدولي الذي يكتفي بالتفرج على شعب يقتل بكل وحشية بأيدي النظام ومن دون أدنى اعتبار للمعايير الإنسانية والأخلاقية. النظام ينال السلاح والمال ونحن نتلقى الوعود. سنتان مرتا، والشعب يذبح والمجتمع الدولي يتفرج، وهذا عار كبير على الدول الكبرى.

* هل من ضمانات استمرارية لهذه الحكومة؟

- ضمانتها هي حاجة الشعب السوري لها، وهذه أكبر الضمانات برأيي. طبعا هناك أمور فنية، ونقاط لم تعط حقها، هذه نقاط تحتاج إلى استدراك وإلى حركة ما. وأعود فأؤكد أن ضمانتها هي الشعب السوري الذي يحتاج للخروج من حالة الضعف التي زج به فيها النظام. منذ اليوم الأول خرج الشعب السوري مع شعار: «يا الله ما إلنا غيرك» وهذا ما نضعه في حسباننا في كل خطواتنا، وإذا أتتنا المساعدة من أي مكان، فهي مشكورة، شرط أن تكون مساعدة غير مشروطة.

* إذا انتهت الحلول السلمية، فماذا يتبقى؟

- النظام هو من أجبر الناس منذ البداية على اللجوء إلى الحلول الأخرى، وفرض عليهم أن يحملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم. والناس سوف يستمرون في طريقهم، فلا خيارات أخرى أمامهم.

* لكن الأمور تبدو معقدة وطويلة الأمد؟

- نقول للنظام إن الكرة في ملعبه، فهو الذي فتح باب الدمار لسوريا بتعنته وعدم استجابته لأبسط الحقوق الإنسانية. فإذا كان حريصا على مصلحة البلد، فعليه أن يستجيب لمصالح الناس الأولية ولمطالبهم التي دفعت بهم إلى الثورة عليه.

* ماذا عن دور المتطرفين في سوريا؟

- الشعب السوري ليس إرهابيا، النظام، الذي يقتل الناس ويقصف المخابز والجامعات ولا يفرق بين طفل وشيخ وامرأة، هو الإرهابي. الشعب السوري شعب حضاري، ولم يكن همجيا في يوم من الأيام. لقد قدم الشعب السوري في المناطق المحررة نموذجا حضاريا راقيا في تعاطيه مع مؤسسات الدولة ومع المرافق العامة وتشغيله هذه المرافق وحده. كل إنسان يقاتل الظلم نحن معه، وكل من يدافع عن أرض سوريا ونسائها وأطفالها نحن معه. فدماء السوريين - كما قلت مرارا - أهم من طول لحية بعض المقاتلين. الأمر يجري تضخيمه ربما لتبرير التقاعس وربما لأهداف أخرى. وأنا أكدت أننا لن نرضى أن يقصف إنسان واحد يحمل سلاحه ضد الظلم ونصرة للمظلومين في سوريا. نحن ضد كل فكر تكفيري ودموي، فالإسلام دين تسامح، ونحن مجتمع منفتح ومتسامح.

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف صوتيات ومرئيات, مقابلات إعلامية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.