رحلة التمدن الإسلامي

نص المحاضرة التي ألقاها رئيس جمعية التمدن الإسلامي أحمد معاذ الخطيب الحسني بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لـتأسيس الجمعية.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي سيدنا محمد وسائر رسل الله الكرام وآلهم وأصحابهم أجمعين
إخوتي الكرام … أخواتي الفاضلات … سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد : فيسر جمعية التمدن الإسلامي أن تفتتح موسمها الثقافي بمناسبة ذكرى تأسيسها الخامسة والسبعين بهذه المحاضرة عن رحلة التمدن الإسلامي ، وتتشرف بحضوركم جزاكم الله خيراً.

إن رحلة التمدن الإسلامي رحلة شاقة ابتدأت أوائلها عندما سقطت البلاد بيد المحتل الفرنسي في الرابع والعشرين من تموز عام ألف وتسعمائة وعشرين .. ثم سبب انهيار الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة الإسلامية في السابع والعشرين من رجب عام ألف وثلاثمائة وأربعة وعشرين هجرية الموافق للثالث من آذار عام ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين ميلادية .. قلقاً شديداً … وأحدث زلزالاً مدوياً …
كان انهيار الدولة العثمانية إيذاناً بمرحلة جديدة لا بد من التصدي لها ، كما أن الاحتلال الأوربي أيقظ العالم العربي والإسلامي إلى حقيقة الواقع الذي يعيشه ،( فالمشروع الغربي كان يحمل حاجاتٍ وطموحات رأسمالية توسعية ، ويحمل أيضاً أداة هذا التوسع: الإرساليات ، التعليم ، الثقافة الغربية ، الجيش ،السلعة المصنعة والرساميل ؛ فهو مشروع رأسمالي … توسعي ، و ذو صفة هجومية)[1].
تفاعلت كل العوامل في نفوس بعض الشباب المخلصين فانبثقت جمعية التمدن الإسلامي وحصلت على الاعتراف الرسمي بتاريخ 29 من ذي الحجة عام ألف وثلاثمائة وخمسين هجرية الموافق للخامس من آيار عام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين ميلادية ، ويقول الأستاذ أحمد مظهر العظمة: (حينما أسست جمعية التمدن الإسلامي في عام 1350هـ/1932م كانت قدما الأجنبي الدخيل على أرض الوطن ، وكانت عاداته وتوجيهاته تعمل عملها في عقول أبنائه وقلوبهم ومشاعرهم كما عملت من قبل ُ في بلاد سيطر عليها ؛ حتى حلت اللغة الفرنسية محل العربية على اللسان والأقلام ، وأصبح المسلم غير الواعي يفكر بلغة الدخيل ويتجه اتجاهه ، وكان من الواجب حيال ذلك أن تنهض جماعات بواجب الدعوة إلى تمدننا الأصيل بعقائده[2] وعباداته ولغته ومكارمه وتشريعه مع الأخذ بكل جديد نافع يرحب به الإسلام من حضارة الغرب ، ولاسيما الصناعة والعلم ، والتحذير من إلحاده وعلمانيته وفساده وما إلى ذلك مما يؤدي إلى انحلال الأمة وانحدارها في مزالق الذل والضياع.
وقامت جمعية التمدن الإسلامي ، وكانت دعوتها إلى الإسلام الصافي الذي بين الحقوق والواجبات ، وأثاب وعاقب بعدل وحكمة بعيداً عن الجور والبدع والأوهام ….
لقد أسست جمعية التمدن الإسلامي لتحذر الناس الإلحاد وأمثال هذه الضلالات والمنكرات وتأخذ بأيديهم إلى الإسلام المشرق ، دين الهداية والمدنية والسعادة والتسامح الحق والحضارة المثلى ، وساعدها على ذلك إصدار مجلتها عام 1354هـ/1935م ، إذ كانت ولا تزال لسان حالها في دعوتها الإصلاحية الشاملة بمعناها الإسلامي العام”[3].
إذاً فلقد كان رجال التمدن بعيدي الغور وأدركوا أن تضعضع الكيان الإسلامي و قدوم المحتل شيء لا يقاوم بالانفعالات والعواطف وعندما يأتي المحتل فإنه يأتي ومعه حضارة وثقافة وتشريعات وآداب وفنون وفلسفة وكل ذلك لا بد من المقابلة له بما هو أعمق منه وبما يفوقة تأثيراً.
يقول العلامة الدكتور عبد الكريم اليافي في كتابه: الدين والإحياء الروحي الصفحة السادسة عشرة : “لقد تبلور جزء من المشاعر الدينية في سورية أول الأمر في جمعية التمدن الإسلامي التي تأسست عام 1932 ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين وعكفت على إصدار مجلتها الشهرية ومنشوراتها المتعددة والقيام ببعض المحاضرات العامة ولكنها كلها تدور حول الإسلام والحياة الاجتماعية.
لم يكن نظر التمدن الإسلامي إلى الحضارة الغربية نظر القبول أو العداء بل نظر الواقع والإنصاف والمقابلة ، ويقول الأستاذ العظمة في ذلك: (وحضارة الغرب منها الصالح ، وهو إسلامي بالفطرة أو النسب ، ومنها المضل الذي لايُسمع معه حداء قافلتنا المنبعث من أعماق ماض رشيد مجيد …. فدعوة هذه المجلة إذاً ، إنسانية عامة إذ الإسلام صلاح عالمي ، لا ضرر فيه ولا ضرار ، والخلق كلهم بنظره عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ، وأكرمهم عند الله أتقاهم ، فلا غنى للعالم عن الإسلام كما لا غنى له عن الشمس)[4].
كان منهج الجمعية ولا يزال منهج اتباع الدليل من الكتاب والسنة مع إدراك عميق لمقاصد الشريعة، وانفتاح وتعاون مع كافة التيارات الإسلامية، دون انغلاق ولا تعصب ولا تكفير، مع اهتمام بالغ بأحوال الأمة و سد ثغراتها على كل صعيد، وإدراك عميق لرسالة الإسلام وعالميته ومدنيته.
إن رقي فكر التمدن لم يأت من فراغ فقد كان مؤسسو الجمعية الأوائل من العلماء وبقي دائماً للعلماء الدور الأول فيها ، وأول رئيس للجمعية هو الشيخ حمدي السفرجلاني الأسطواني وأول مجلس إدارة تألف من السادة: عبد الفتاح الإمام، عبد الرحمن الخاني، أحمد مظهر العظمة، عبد الحكيم المنير،أحمد حلمي العلاف، عبد الحميد كريم.
ضمت الجمعية (وخلال الأزمان المختلفة) دائماً بعض كبار علماء ومفكري الشام ومنهم على سبيل المثال: القاضي الشيخ حسن الشطي، الطبيب اللغوي محمد جميل الخاني (نقيب أطباء سورية)، العلامة الشيخ محمد بهجة البيطار ، العالم والمفكر والأديب أحمد مظهر العظمة ، العالم المفسر عبد الفتاح الإمام ، العالم الحقوقي محمد علي ظبيان، العلامة المؤرخ محمد أحمد دهمان ، العلامة المحقق محمد سعيد الباني، العلامة الأستاذ عز الدين علم الدين التنوخي، العلامة الأستاذ سعيد الأفغاني ، الفقيه العلامة مصطفى الزرقا، العلامة الطبيب البارع حمدي الخياط ، العالم المفكر المجاهد محمد بن كمال الخطيب …خطيب الأموي سيدي الوالد محمد أبو الفرج الخطيب وآخرون رحمهم الله جميعاً . [انظر في حديث الصور لوحة تضم بعض مؤسسي الجمعية].
كان هدف الجمعية منذ البداية واضحاً للمؤسسين، وأخذ بداية صيغة المحافظة على الآداب الإسلامية، ونشر الفضيلة والأخلاق وبث المعارف … ثم أخذ صيغته النهائية فحددت الجمعية غايتها بأنها : تبيان الإسلام تبياناً صحيحاً شاملاً لجميع نواحي دعوته وثقافته ومكارمه وعدالته وحضارته، والعمل على تحقيق ذلك. وتتذرع الجمعية بالوسائل المشروعة ومنها:
‌أ- النشر في مجلتها وسواها من الصحف.
‌ب- النشر في منشورات خاصة.
‌ج- المؤلفات وطباعتها وإذاعتها والترجمة والتعريب.
‌د- الخطب والدروس والمحاضرات والمدارس والأندية،
‌ه- المساعي الرسمية والشعبية،
‌و- التعاون والبر المستطاعان على أنواعهما والمساعدة في بناء المساجد،
‌ز- الإسعاف والمعالجة للفقراء المرضى.

- هناك إجحاف حقيقي بحق الجمعية من القريب والبعيد … ولنبدأ من القريب فالعديد ممن ترجم للعلامة البيطار لم يذكر أية كلمة تشير إلى فعاليته في التمدن وأنه كان نائب الرئيس فيها وكذلك مايتعلق بالمؤرخ محمد أحمد دهمان، والعلامة الأفغاني وجميل سلطان وعشرات غيرهم … بل إن أحداً لم يذكر أن جزءاً من نشاط الشيخ علي الطنطاوي إنما كان بإشراف ورعاية التمدن وأنه مع شيخه الأهم العلامة البيطار كانا يمشيان باسم الجمعية ويحملان فكرها ويلقيان الدروس باسمها …
أما الغريب فيكفي ما وقع فيه المستشرق الألماني يوهانس رايسنر في كتابه عن الحركات الإسلامية في سورية حيث صنف الأستاذ العظمة ضمن خط معين وهو الرجل الذي لم ينتم إلى أية جماعة غير التمدن وإن كان على صلة متينة جداً بكل التيارات الإسلامية من حوله… وربما توهم رايسنر أن صلات العظمة الواسعة قد جعلته عضواً في هذه الجماعة أو تلك … وذكر رايسنر أيضاً أن محمد جميل الخاني يبدو أنه “العضو الوحيد في جمعية التمدن الإسلامي الذي أتم دراسته في أوربا إذ درس الطب في جامعة السوربون (فرنسا)”[5] ورغم أن الدراسة في أوربة لا تزيد رجال التمدن مدنية ولا تضيف إلى مكانتهم شيئاً إلا أن الأوهام ينبغي دفعها ففي الجزء الثالث من السنة الخامسة عام ألف وثلاثمائة وثمانية وخمسين هجرية جاء مايلي: “عاد الأستاذ الحقوقي (عضو الجمعية) ووكيل المجلة في باريز السيد عزة طرابلسي بعد عام قضاه في الدراسة الحقوقية لنيل شهادة الدكتوراة”. كما أن الدكتور جميل سلطان قد درس أيضاً في أوربة .. وكذلك العديد ممن لايتسع المجال لذكرهم .
كما يقول رايسنر أن المهندس عمر عدنان الشلق من مؤسسي الجمعية ، وهو العضو الوحيد الذي تخرج من كلية، ومارس مهنة هندسية من بين أعضاء منهم عدد لابأس به من الأطباء” بينما جاء في ترجمة عبد الغني القادري في دورية (من هو) أنه كان منتمياً إلى جمعية التمدن الإسلامي، و”نال شهادة الهندسة من مدرسة الطرق والجسور للحكومة الفرنسية في باريس”[6].
عانت الجمعية حقيقة من التهميش وغمط الحق ولم تعط لا هي ولا رجالها حقهم … وفي استقصاء سريع لأسباب ذلك من خلال مقابلات شفهية مع بعض الدعاة القدماء انحصرت أهم الاسباب فيما يلي:
تواضع رجال التمدن وعدم بحثهم عن الشهرة .. (رأي العديد من الدعاة) ..
كل منهم كان يحمل الهموم الكثيرة ويقوم بالأعمال العديدة مما لم يمكنهم من إنشاء كيان خاص للتمدن (الأستاذ اللبابيدي).
سبق رجال التمدن عصرهم فلم يدرك الكثيرون قيمة ماكانوا يدعون إليه (الدكتور عبد الكريم اليافي).
حاصرتهم أسوار الحزبية في الطريق .. (الأستاذ عمر عبيد حسنة)..

يلفت النظر الوضع العلمي لرجال التمدن ثم مكانتهم الاجتماعية والبيئة التي انحدروا منها ، وهذا برأيي سبب الثراء المدهش في فكر الجمعية ، وبعد نظرها ، وصلاتها الدافئة مع كافة الاتجاهات الإسلامية التي حولتها ، ثم قدرتها على التواصل وفهم كافة أطراف المجتمع بل الاستفادة من الأنماط الثقافية المغايرة ، رغم أنها لم تبلور نفسها في جماعة ، بل بقيت حتى اليوم جمعية ، تنطلق بفكر قوي يلم تحته شتات الكثيرين ، وفيما يلي تراجم بعض رجال الجمعية مع الاعتذار عن ذكر الكثيرين ممن لا يمكن حصر مآثرهم هنا. :
1- محمد حمدي الإسطواني (السفرجلاني)[7] : (1304-1382هـ/1886-1962م) ولد بدمشق وأخذ عن علمائها وخصوصاً مفتي الشام عطا الكسم، واهتم بالمخطوطات وعمل بتجارة الكتب، وكان من المناهضين لسياسة التتريك، وأحد رافعي العلم العربي على السراي بعد انسحاب الأتراك، ثم عين عضواً في اللجنة الوطنية العليا للحفاظ على استقلال البلاد، والتي صارت توجه المقاومة ضد الفرنسيين، وتمد المجاهدين بالمال والسلاح، وخرج إلى الأردن ففلسطين وراء الملك فيصل الأول ومعه الشيخ كامل القصاب والشاعر خير الدين الزركلي، وبعد اضطرابات في دمشق اعتقل ومعه نقيب الأشراف الشيخ سعيد الحمزاوي، ولمدة ستة أشهر في قلعة دمشق، والمترجم من مؤسسي جمعية الهداية الإسلامية.
كان الإسطواني من أهم مؤسسي جمعية التمدن الإسلامي، وأول رئيس لها، وباسمه صدرت الرخصة الرسمية[8].
2- محمد جميل الخاني: محمد جميل بن محي الدين الخاني : (1310-1371هـ/1892-1951م) تولى رئاسة الجمعية لغاية[9] شعبان 1354 ، وهو عالم وباحث ومفكر ومؤلف ونقيب لأطباء سورية
وكان من أهم رواد التعريب في كلية الطب بجامعة دمشق[10] ، ستة اشخاص منهم اثنان من أعضاء الجمعية الأساسيين هما: الدكتور أحمد حمدي الخياط ، والدكتور محمد جميل الخاني .
1- محمد حسن الشطي : (1297- 1382هـ= 1879-1962م)[11] :
تلقى العلوم الابتدائية في المدارس الأهلية والعسكرية ، وأخذ عن شقيقيه: الشيخ عمر والشيخ مراد وعمه الشيخ أحمد ، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد الله الحموي ، والشيخ أبي الصفا المالكي ، ودرس علوم العربية على مفتي الشام الشيخ عطا الله الكسم ، والشيخ محمد عبده العربيلي ، وحضر دروس الشيخ بدر الدين الحسني ، والشيخ بكري العطار ، وأخذ الخط عن الخطاط مصطفى السباعي ، والخطاط رسا.
بدأ كاتباً ثم رئيساً للكتاب في محكمة دمشق ثم دوما ، ثم قاضياً في النبك ثم دوما ، ثم دمشق.
سيدي الوالد الشيخ محمد أبو الفرج الخطيب الحسني: خطيب جامع بني أمية الكبير لأكثر من أربعين عاماً ومن مؤسسي العديد من الهيئات الإسلامية ، لازم بعض كبار العلماء، تخرج من الأزهر وعمل في الحقل الإسلامي من كافة أبوابه، وهو عضو مؤسس لجمعية التمدن في طورها الثاني في أوائل الخمسينات، ومن طرائف التاريخ أنه نال كمرشح مستقل في انتخابات كانون الأول 1961م عدداً من الأصوات بلغ (11275)[12] صوتاً بينما نال صلاح الدين البيطار (11381) صوتاً مع أن وراءه حزباً بكامله ، ويكفي في ترجمته أنه صاحب العمامة التي لم تلوث بالنفاق، وقد كان له دور شديد الأهمية في الحفاظ على الجمعية مما هدد كيانها في فترة الثمانينات العاصفة.
محمد ظهير الكزبري[13] : محمد ظهير الدين بن محمد رمزي المنير الشهير بالكزبري الحسيني، ولد عام 1910م ، ينحدر من أعرق أسر العلم في الشام .
الأمين العام لوزارة الأوقاف ، شغل وظائف رئاسة التفتيش في الأوقاف ، وأمين سر المجلس الإسلامي الأعلى، وعضو لجنة الأوقاف العليا ،ومديراً لأوقاف حلب، وعضو مجلس تأديب موظفي الدولة، وعضواً مفوضاً في شركة نجيب باقي التجارية المساهمة، ورئيساً لمجلس إدارة جمعية التمدن الإسلامي.
استفاد وتلقى العلم عن العديد من العلماء ، وأبرزهم : عبد القادر المبارك وسليم الجندي ، وعبد الرحمن سلام (أمين الفتوى في بيروت).
عرف بالاستقامة الشديدة ونظافة اليد واللطف البالغ، وله فضل عظيم في المحافظة على جمعية التمدن الإسلامي خلال ظروف الثمانينات العاصفة، وقد كان تمكنه القانوني، وطول باله من أهم الأسباب التي مكنته من درء الأذى عن الجمعية. واختير بعد استقالته رئيساً فخرياً للجمعية مدى الحياة …
أما أهم رجلين على الإطلاق في التمدن فهما العلامة الأديب أحمد مظهر العظمة ومحمد بن كمال الخطيب الحسني . [انظر ترجمتهما في الموقع : أعلام – راحلون].
وأجدني عاجزاً عن إيفاء الرجلين حقهما … ولعلنا نخصص محاضرة كاملة عن كل منهما بل عن كل رجل من رجال التمدن الذين عملوا بصمت وبذلوا أعمارهم بل بذل بعضهم قوت أولاده ونور عينيه ليستمر التمدن الإسلامي وأقول باختصار أن الأستاذ العظمة ينحدر من أعرق الأسر التركمانية وقد ولد عام ألف وتسعمائة وتسعة وحفظ القرآن الكريم ولازم العلماء ثم درس الفلسفة وتخرج من الجامعة دارساً الحقوق والآداب عام 1935 م وتمكن من الأدب الفرنسي.
دعا إلى تأسيس جمعية التمدن الإسلامي بدمشق عام 1350هـ ـ 1932م، وألقى باسمها عام 1351هجري أولى محاضراته في قاعة المجمع العلمي العربي بمناسبة ذكرى المولد النبوي، وبقي أميناً لسرها حتى توفي آخر رؤسائها العالم القاضي الجليل الشيخ محمد حسن الشطي عام 1383 هـ ـ 1962م فانتخب الأستاذ العظمة رئيساً لها، وقد كان ينهض في الحالتين بمعظم أعمالها، ومنها رئاسة تحرير مجلتها التي تطوع لها منذ اصدارها في ربيع الأول من عام 1354هـ ـ نيسان 1935م حتى وفاته.

كتب الأستاذ في التفسير والسنة والعقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق والتشريع والتربية والحضارة والمدنية والعلم والثقافة والمجتمع والتراجم والخطابة. ودرس في حلب وبغداد.
عرف عنه اللطف الشديد والتهذيب البالغ الذي لم يكن يدانيه فيه أحد وقد اختير وزيراً أكثر من مرة وآخر موقع تولاه هو رئاسة الهيئة العامة لتفتيش الدولة .وقد أفنى حياته وبقي رغم (مرض باركنسون الذي أصابه) وقد تجاوز السبعين من عمره يتابع كل صغيرة وكبيرة في الجمعية ويحرص أن تبقى ضمن الخط النظيف الذي خطته في الأمة ، ويقبض بيده المرتجفة على القلم ليكتب فصولاً رائعة من الوفاء والثبات.
أما الرجل الثاني فهو الداعية المجاهد أحمد بن كمال الخطيب الحسني والذي فقد بصره في سنوات عمره الأخيرة لعظيم ما أجهد فيه نفسه من نصرة الإسلام ومدنيته ،
تجرع اليتم باستشهاد والده ونشأ عصامياً وشق طريقه الصعب في الحياة حتى تخرج من كلية الحقوق بجامعة دمشق ، وقد انخرط الأستاذ في نشاطات كثيرة وطنية وإسلامية ، أما أهم خط أثَّر في حياة الأستاذ رحمه الله فهو بلا ريب خط جمعية التمدن الإسلامي ، وهو أحد أقدم رجالها وأمين سرها ثم مديراً مجلتها ، وأفنى شبابه فيها وكانت الجمعية همه وحياته وسعادته ورغم الطريق الطويل المليء بالمصاعب والمحن .
ظهرت نجابة الأستاذ خطيباً وكاتباً ومفكراً منذ بواكير شبابه ، ويذكر الشيخ علي الطنطاوي في ذكرياته أنه قد اقترح تأليف لجنة تقيم الحق وتجمع بين التيارات الإسلامية وانتخبت اللجنة من ثلاثة وهم الأستاذ محمد كمال الخطيب، والشيخ ياسين عرفة، والشيخ علي الطنطاوي).
لم يترك الأستاذ نوعاً من العمل الخيري والاجتماعي لم يقتحمه فكان من مؤسسي ميتم سيد قريش، ومن مؤسسي جمعية رعاية المكفوفين، كما شارك في الإدارة والتأسيس والتدريس في العديد من المدارس وخصوصاً مايهتم منها بمكافحة الأمية، واختير مديراً للتعليم الخاص في وقد تأثر بشكل كبير بقريبه الأستاذ محب الدين الخطيب وطريقته في الحركة والتفكير.
ألف الأستاذ العديد من الكتب والمئات من المقالات وآلاف الخطب وكان للحياة الصعبة والمجهدة التي عاشها والسجون التي فتحت له أثر شديد على جسده النحيل ، ففقد بصره نهائياً قبل وفاته بثمانية أعوام وهو صابر محتسب.وغمط حقه حياً وميتاً ( توفي في 18 ربيع الثاني عام 1421هـ الموافق 20 تموز 2000م).
حياة رجال التمدن رحلة طويلة من المحن والجهاد والبذل الذي لايعرف الحدود لهذا الدين العظيم وكثيرون لم يعرفوا ماقدمه رجال التمدن لهذا الدين ومدنيته ولكنهم مضوا أوفياء أنقياء وبقوا منارات عظيمة في درب الإسلام ومدنيته.
أهم الأنشطة الدعوية والخيرية التي قامت بها الجمعية
لقد قامت الجمعية بالكثير من الأنشطة وأهمها:
1- المحاضرات: وكانت تعقدها في المجمع العلمي العربي، وقد ألقت هناك عشرات المحاضرات وكان من أجملها المحاضرات التي كانت بمناسبة ذكرى ولادة النبي الهادي عليه الصلاة والسلام ، أوالمحاضرات التعريفية ببعض العلماء الراحلين كالشيخ أحمد النويلاتي شيخ القراء الشيخ عبد الله المنجد والمفسر عبد الله العلمي وغيرهم ممن بقيت تراجمهم محفوظة بفضل دعاة التمدن ورجاله والتي قدموها للناس ثم أودعوها سطور مجلتهم. وتضم ثنايا مجلته بعض أروع الأشعار والكلمات وأذكر مثالاً عن ذلك قصيدة جميلة ألقاها الأديب عبد السلام الجزائري عنوانها : “سأظل الحياة باسمك صداحاً”[14] ، وهي من قصائد حفلة التمدن الإسلامي بمناسبة المولد النبوي الشريف وقد جاء فيها :
أي ذكرى أهجتها أي ذكرى[15]

فاستهلت على شفاهي شعرا

أنت ألهمتني النشيدَ وأوحيـ

ـتَ لي اللحن يعربياً أغـرا

أنت أرعشت أنمُلي فوق أوتا

ري فسالت على رَبابي سحرا

خفق القلب عند ذكراك يهفو

وعلت في فمي التسابيح تَترى

وجناحي المَهيـض واهٍ مُعَنىَّ

وعلى مخلبي دمــائي حُمرا

رغم دنيا الأذى وغدر زماني

عِشت حراً وسوف أُدفن حرا

أمةٌ أخجلَ الزمان كَراهـا

واعتراها الهوانُ طوراً فطورا

ذَكِّري قومي الغفاة زمانـا

ذكريهم قد تنفع اليومَ ذكرى

وأغاني الجراح أشجى أغانٍ

هدهدتها الآلام عصراً فعصرا

فإذا ما أسكبتُ دمعي لحناً

يوم ميلادكَ الوضيء فعُـذرا

هي ذكراكَ قد أثارت شجوني

هي ذكراكَ يالها اليوم ذكرى

2-الخطب والحفلات: وقد ملأ رجال التمدن فراغاً هائلاً بمحاضراتهم المدوية ووالتي كان على رأسها العلامة البيطار والأستاذان العظمة والخطيب ، إضافة إلى الشيخ علي الطنطاوي والتنوخي والأفغاني وغيرهم …وقد استضافت الجمعية يوماً مولانا أبي الحسن الندوي ليلقي محاضرة لديها وقد أشار إلى ذلك في كتبه …
3- الدروس العامة في مركزها، أو في مساجد دمشق: حيث توزع علماء الجمعية بين المساجد مما كان له أكبر الأثر في طرح فهم واع متمدن للإسلام. وجاء في عدد رمضان لعام ألف وثلاثمائة وأربعة وستون هجرية مايلي:”يلقى باسم جمعية التمدن الإسلامي كل يوم درس بعد العصر في جامع الأحمدية (في سوق الحميدية) وكل ليلة بعد العشاء في جامع المرابط (في المهاجرين)، وتلقى خطبة بعد صلاة الجمعة في جامع عيسى باشا (الدرويشية) فنحث الجمهور على سماع هذه الدروس التوجيهية العظيمة النفع والفائدة”[16]
4- مجلة التمدن الإسلامي: صدر أول أعداد المجلة عام ألف وتسعمائة وخمسة وثلاثين واستمرت إلى عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين قبل أن تفرض ظروف قاهرة تجمدها في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين وقد كتب فيها كبار علماء العالم الإسلامي ومفكريه مما لايمكن استيفاؤه الآن وفقط نذكر على سبيل المثال أسماء العلماء الأساتذة : أحمد مظهر العظمة، محمد بن كمال الخطيب، محمد أحمد دهمان، محمد بهجة البيطار ، ، سعيد الأفغاني ، عز الدين التنوخي ، مصطفى الزرقا، ، سليم الجندي ، محمد كرد علي ، محمد جميل سلطان، أبو الحسن الندوي ، أبو الأعلى المودودي ، علي الطنطاوي ، مصطفى السباعي ، محمد سعيد العرفي ، محمد الغزالي ، ناصر الدين الألباني ، وهبي سليمان الغاوجي ، سعيد رمضان البوطي ، صالح فرفور .. عمر رضا كحالة، عبد الرحمن الخاني، محمد الخضر حسين، محمود شيث خطاب،..صلاح الدين المنجد
وكثيرون آخرون رحمهم الله جميعاً.
يقول شيخ الجامع الأزهر : محمد الخضر حسين ، عندما زار دمشق خلال آخر ربيع الآخر 1356هـ/أوائل تموز 1937م (وأنشئت منذ سنين أيضاً جمعية التمدن الإسلامي ، وحضرات أعضاء جمعيتنا يطلعون على مجلتها (التمدن الإسلامي) ، ويقرأون ماينشر في هذه المجلة من المباحث الدينية والاجتماعية والتاريخية المفيدة ، ومن حضرات أعضائها القائمين بشؤونها الأستاذ حسن الشطي ، والأستاذ الشيخ بهجة البيطار ، والأستاذ الشيخ علي ظبيان ، والأستاذ أحمد العظمة ، ولهذه الجمعية أيضاً فضل كبير في تقويم سياسة الحكومة متى انحرفت عن سبيل الحق)[17].
5- المطبوعات: لقد بلغ عدد العناوين التي طبعتها الجمعية قريباً من مائة عنوان ، من أوائلها كتاب: تاريخ البيمارستانات في الإسلام وألفه الدكتور أحمد عيسى وأهداه للتمدن وقد قدم له الأستاذ سعيد الأفغاني عضو الجمعية، ومن روائع ماطبعته الجمعية كتاب: حضارتنا للأستاذ العظمة وقد طبع عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين، وهو أعمق وأدق بكثير وأسبق من كتاب : من روائع حضارتنا الذي ألفه العلامة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله. وحرصاً من الجمعية على نقاء الاعتقاد وخلو عقول المسلمين من الخرافات فقد طبعت كتاباً عنوانه: مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ألفه الأستاذ خير الدين وانلي بإشراف الجمعية وتوجيه الأستاذ محمود مهدي الاستانبولي وملأه بأخبار صفاته وشمائله وما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ليكون ذكرى صالحة للمؤمن يقتدي فيها بنبيه في كل حين، وقد أضاف إليه الأشعار الجميلة التي سارت بذكرها الركبان، ومنها النشيد الشهير: حطموا ظلم الليالي واسبقوا ركب المعالي
والذي انتشر في سائر العالم الإسلامي، وقد قدم للكتاب ثلة من أهل العلم تمثل أوسع طيف إسلامي، فقرظ الكتاب العلامة أبو الخير الميداني والدكتور أبي اليسر عابدين، والشيخ محمد جميل الشطي، والشيخ أحمد كفتارو والشيخ حسن حبنكة رحمهم الله.
أما الكتيب الأخير الذي نشير إليه فهو كتاب صغير عنوانه : النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كلمات بأقلام نخبة من الباحثين والأدباء المسيحيين المنصفين … وقد ذكر الأديب المهجري إلياس قنصل في رسالة خاصة إلى الأستاذ العظمة أنه يعتزم ترجمة أجزاء منه إلى اللغة ألإسبانية.
6-الفتاوى: شارك علماء الجمعية في تقديم آلاف الفتاوى التي تتحرى العقيدة الصافية والدين السمح وتجمع بين ثبات الإسلام ومرونته وأسماء علماء الجمعية ممن رحل إلى الله وممن بقي نفعنا الله بهم شاهدة على مدرستهم وفقههم وما قدموه للأمة من خير.
7- المكتبة: قامت الجمعية باقتناء مكتبة تحوي أمهات المراجع، وجعلتها في خدمة الباحثين والطلاب، “فغدا في المكتبة أكثر من ألف وستمائة كتاب، عدا الكتب المدرسية، والمجلات والصحف العديدة، وكانت المكتبة منهلاً عذباً لبعض الأساتذة والطلاب، وكان من هؤلاء من يرشدون إلى المصادر، ويوجهون في البحوث”[18]، وقد أتحف الكثير من العلماء والمؤلفين المكتبة بنسخ من كتبهم مقرونة بالإهداء[19]، وهناك كتب عليها تواقيع من أهداها تدل على ماكان للجمعية من مكانة بين العلماء والدعاة[20]. ويا للأسف فإن بعض الناس استغل فترة ضعف مرت بها الجمعية منذ أكثر من حوالي عشرين عاماً فسرق بعض ما فيها وضمه إلى مكتبته وكأنه ظن أن الحقوق تضيع عند غيبة أصحابها.
وكانت الجمعية قد صنعت لمشتركي المكتبة بطاقات خاصة، وأوقات محددة لضمان الفائدة.
8-القضايا العامة: لايكاد يوجد قضية عامة لم تشارك الجمعية بحملها بشكل إيجابي، ولقد كانت أول المنبهين إلى خطر السرطان الصهيوني في المنطقة، وشاركت في الضغط على الحكومة الإيطالية لإطلاق سراح بعض المجاهدين وتم الأمر، كما قادت الجمعيات الإسلامية للمطالبة بحق تقرير المصير لكشمير، وغدا الأستاذ العظمة الناطق باسم جمعية العلماء في الخمسينات خلال الحملة الشعبية لفضح الممارسات الاستعمارية الفرنسية وتحرير الشعب الجزائري.
9- المدارس: لا حظ رجال التمدن أن الثقافة الدخيلة من أخطر ما يصيب الأمة فأنشئوا مدرسة التمدن الإسلامي الثانوية وكانت من أرقى المدارس في وقتها، والذي لفت نظري فيها ليس فقط النخبة العلمية التي استلمت التدريس فيها ، بل وجود دروس لتعلم الرسم والموسيقى والرياضة في مدرسة تابعة لجمعية إسلامية يقوم على إدارتها كبار العلماء ، وضمن منهج سليم ليبقى حملة الإسلام على دراية بجماليات الحياة مما تلاحظ انحساره عند الكثيرين ممن يتكلمون عن أمور لم يعرفوها ولم يتذوقوها، وكما قال أحد العلماء يوماً : إن الفنون المنحرفة لايمكن أن تقابل بالصراخ والعويل على المنابر بل لا بد من فنون نظيفة تقوم مقامها.
سبق للجمعية أن أشرفت على عدة مدارس مجانية لمحو الأمية مساهمة من الجمعية في زيادة الوعي والمدنية وإخراج الناس من الجهل، ومن أبرزها مدرسة شكري القوتلي في القدم وكان المرحوم الأستاذ محمد بن كمال الخطيب الرجل الفعال جداً في الموضوع.
10- إعانة الطلاب: أشرفت الجمعية على (الرابطة الأخوية لمساعدة فقراء الطلبة) كما تعلم الكثيرون إما في مدارس الجمعية أو المدارس التي أشرفت عليها الجمعية، ومن كبار العلماء الذين تخرجوا من مدرسة التمدن العلامة الدكتور أديب الصالح .
11-أعمال البر والإحسان: وهي أوسع من أن يحصر الكلام عنها اليوم وشملت فقراء الطلاب ، والمساعدة في بناء المساكن . وتقديم الأدوية والطبابة واللباس والطعام … ومن أطرفها أن دعاة الجمعية كانوا يزورون المساجين في قلعة دمشق فيعلمونهم ويقدمون لهم المساعدة المالية الممكنة.
12- المساهمة في بناء المساجد: حيث شرعت ببناء مسجد في حي الأكراد، بمساعدة شباب من ذوي الغيرة، ومن أهم المساجد التي ساهمت الجمعية في بنائها وضمن الإطار القانوني والموافقات الرسمية مسجد (بلال) .
13- تعريف الغربيين بالإسلام: حيث”عرفت بالإسلام كثيراً من الجماعات والأفراد الغربيين في أوربا وأمريكا بتوزيعها رسالة للأستاذ محمود مهدي سبق أن طبعتها باللغة الإنكليزية للتعريف بالإسلام”[21].
ولفهم الروح الدعوية التي تحملها الجمعية نذكر ماكتبه الأستاذ أحمد مظهر العظمة [22] عن قصة داعية لم يشتهر اسمه بين الناس، ولكن لن يمحى في ديوان العاملين فعله ، وهو الشيخ سعيد القواف والذي كان يعظ حلقة في جامع بني أمية الكبير بدمشق عندما مرت به مجموعة من السائحين الأميركيين[23] فدعاهم إلى الجلوس حوله ، وأخذ يحدثهم عن محبة النبي r للناس كلهم ، ودعوته إلى سلامة الإنسانية كلها ، وأخلاقه r إلى أن قالوا: إنا نؤمن بمحمد ونعترف بعظمته! وغادروه شاكرين ، ثم ترك أحدهم له رسالة جاء فيها : “…. ونرجو أن لاتكون أصبت بسوء بعد مفارقتنا إياك ، إذ ظهر لنا أن حسن الشعور الذي أظهرته نحونا لم يرق لهم [بعض من كانوا في المسجد] ، ولقد امتلأت قلوبنا سروراً عندما رأيناك شديد الغيرة تستمد حديثك من الله تعالى.
كنت أود جداً أن أكتب جميع ماذكرته لنا كي أتلوه على طلاب مدرسة أتولى إدارتها ، فيها أربعة عشر ألف طالب ، وسأقرر لهم ما أذكره مما تفضلت به علينا لكي يخرج من قلوبهم ما أدخل فيها من ضغن على الإسلام بسبب سوء التفاهم ، وإني مستعد لتقديم كل خدمة تطلبها مني … وذلك للغرض العظيم الذي أنت قائم لأجله وهو محبة الناس أجمع.
وعقب الأستاذ العظمة بعبارات منها: … لقد أمسينا في عيشنا الغفول حين أصبحنا لا نشعرأننا جنود سلام نعمل لله وحده ، فمتى نعود جنوداً فلا نبقى عبيداً للنفس والهوى والدخيل”[24].
ومازال بعض أعضاء الجمعية على أتم استعداد لعون كل ضيف وباحث ممن يقصدون الجمعية يبحثون في فكرها عن مدنية الإسلام وصفائه.
إن البشرية تئن حقيقة وتتألم وهي بحاجة لمن يمد لها يد الرحمة فلقد طحنها المفسدون في الأرض ومحوا كرامتها ولابد من منقذ ، فمن تراه يكون غير المؤمنين المصلحين الرحماء.
14- إحياء اللغة العربية: كان للجمعية في أميركة الجنوبية وحدها أكثر من ثلاثمائة مشترك في فترة الخمسينات، وسبب هذا الإقبال مرده إلى ماكانت تقدمه التمدن من زاد للمهاجرين يربطهم ببلادهم ولغتهم إن لم يكن بعقيدتهم ودينهم، حتى إن الأديب المهجري الكبير إلياس قنصل أرسل رسالة بتاريخ 29/9/1975م يطلب فيها إرسال نسخ من كتاب : (النبي محمد r، كلمات بأقلام نخبة من الباحثين والأدباء المسيحيين المنصفين) والذي نشرته الجمعية عام 1964م، مردفاً: “وأغتنم السانحة لأسجل عميق إعجابي بما قمتم به وتقومون من جهود موفقة جبارة لرفع شأن العروبة، وأسأل الله أن يديمكم سنداً لها وتفضلوا بقبول فائق احترامي .. [25]”، وقد قامت الجمعية بإرسال بعض الكتب هدية إليه.
15- النشرات الإصلاحية: ومنها نشرات لتثقيف الحجاج كان توزع في الديار المقدسة ونشرات عن ضرر القمار والربا وغيرها … كما صدرت نشرات بالاتفاق مع الجمعيات الإسلامية الأخرى لمعالجة بعض القضايا المهمة.
16- الاهتمام بالشكاوى الاجتماعية: حيث كان أعضاء الجمعية ولا يزال العديد منهم مفاتيح للخير يقتطعون من أوقاتهم من أجل حل الخصومات وإصلاح ذات البين وإعادة الناس إلى الألفة والسكينة والتراحم.
17- الرعاية الطبية: أسست الجمعية مستوصفاً لها عام ألف وتسعمائة وتسعة وخمسين وبقي مستمراً في العمل حتى اليوم ، ونقدر بأنه قد انتفع به مايقارب النصف مليون مريض إلى الآن وبأجور رمزية جداً .. ولدينا اليوم أربع طبيبات يغطين الأمراض الداخلية والنسائية والقلبية والأطفال ، والمعاينة العادية مقدارها فقط ثلاثون ل. س. إضافة إلى المساعدات المادية للفقراء المرضى.
18- العناية بالطفل المسلم: أصدرت الجمعية سلاسل للأطفال باسم: المسلم الصغير ألحقت ببعض أعداد مجلتها، وأصدرت مكتبة الطفل (من سلسلة عظماء الإسلام) وقد خرج منها أكثر من عشرة أعداد ، كما أنها أصدرت بالاتفاق مع أحد الكتاب حكايات حارثة والتي كانت مجلة إسلامية غير مسبوقة للأطفال وصدر منها بضعة أعداد..

خصائص العمل الدعوي والفكري لدى جمعية التمدن الإسلامي: كانت جمعية التمدن المحضن الفكري، والتربة التي أخصبت وتفاعلت مع كافة الأطياف الإسلامية، وتعاملت مع الجميع بروح شديدة الانفتاح، وحاولت أن تلتقي مع كل طرف من خلال مايحمل من إيجابيات لا من خلال مايحفه من السلبيات، وكانت تشجع كل قلم وفي مجلتها نشرت سلسة الأحاديث الضعيفة للمحدث الألباني رحمه الله، وفي مجلتها كتب العلامة البوطي أول مقالة له وكانت بعنوان أمام المرآة. وعلى مائدتها تلاقي الجميع ونشرت الجمعية للجميع مؤمنة بحرية الفكر وضرورة التلاقي وأن ماينفع الناس يمكث في الأرض .
حرصت جمعية التمدن طوال حياتها على العمل العام ، والتزمت بالقانون ولو أجحف بمصالحها ولم يكن فكر التمدن يوماً فكراً تنظيمياً لجماعة ما بل بقي فكراً يستمد من الأمة ويرجع إليها، ونأت الجمعية بنفسها عن الصراعات الحزبية والسياسية ولم يكن لها توجه صدامي أو عنفي أو تكفيري لا في بداياتها ولا في استمراريتها وبقيت دعوتها قائمة على الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.

جمعية التمدن حملت فكراً سبق وقتها:
هناك أمور تلفت النظر من إدراك رجال التمدن ثوابت الإسلام وواقع الناس وعالمية الرسالة فكانوا أسبق من غيرهم إلى التعامل الإيجابي في العديد من الأمور التي لا يزال جزء من الجسم الديني عاجزاً عن تبين وجه الصواب فيها أو منكمشاً في حيرة لا يدرك السبيل الصحيح فيها.
فمن سوابق الجمعية إدراكها لوازم المواجهة الحضارية وأن مدنية الغرب ليس حلها بالسلاح بل بمدنية راقية تبقي أصلح ماعند الغربيين وتضيف إليهم ركائز الإيمان.
ومن سوابق الجمعية إدراك دور المرأة فأسست لجنة نسائية منذ عامها الأول وتلك سابقة في وسط عم الجهل فيه وكانت تعقد جلساته في منزل عضو الجمعية الدكتور سعيد السيوطي..
ويقول العلامة الشيخ محمد بهجة البيطار تعقيباً على قوله تعالى : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض .. )[26] : (وصف الله تعالى بهذه الآية المؤمنين والمؤمنات بالولاية ، وفرض عليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأعطى حق هذه الولاية بشطريها : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ للرجال والنساء على السواء ، ويدخل في هذا إنكارهم على الخلفاء والملوك ورؤساء الجمهوريات والحكومات ، فالذين هجروا هذه الفريضة هم خارجون عن هؤلاء المؤمنين المنعوتين بهذا الوصف)[27] (وللمرأة الحق كل الحق بأمر الرجل بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وسلامة بيتها من جراثيم الفساد التي يحاول الرجل الشرير أن يلقح بها عياله وأطفاله … فعلى النساء أن يحذرن كل الحذر ، وأن يعلمن حق المرأة في إنكار المنكر…)[28].
وهذا كلام خطير لا يتحمله كثير من الرجال والمتدينين اليوم فما بالك به قبل ثلاثة أرباع قرن من الزمان..
أما المؤرخ العلامة محمد أحمد دهمان فيذكر في مقال له بعنوان : المرأة المسلمة : (إن مما يبهج النفوس ، ويثير العواطف أن نرى المرأة المسلمة آخذة بأسباب الرقي والحضارة ، مصافحة بيمناها القلم ، وباليسرى القرطاس ، تدبج المقالات الرائعة ، والأبحاث القيمة والمقالات المفيدة ، لقد كانت المرأة في عصور الإسلام الذهبية مثالاً للكمال الإنساني ، والترقي الحقيقي ، والعلم الصحيح ، إذ كانت المرأة المسلمة شريكة للرجل في بناء النهضة الإسلامية والتمدن الإسلامي والحضارة الإسلامية ، فقد قامت بواجبها في كل نهضة إسلامية نافعة)[29].
من سوابق التمدن أيضاً انتباهها إلى أنه مامن حضارة إلا ولها فلسفة في الفن والآداب، فعمل رجال التمدن على صياغة منهج إسلامي سليم وجعلوا لتلاميذهم دروساً في الرياضة والرسم والموسيقا … ويقول الأستاذ العظمة: إن للفن أثراً كثيراً في حياة الأمم وحضارتها فهو المرآة التي تنعكس فيها صفات الأمة …وهو موقظ لشعور الأمة الماجدة بتصوير أمجادها في كل نواحي الخير والجمال ، بكل مافي هذه الجملة من معنى ، فليت أنصار الفن التصويري يعنون بالنواحي الموقظة الفنية بدل عناية بعضهم بنواح ذات تأثير دنيئة المقاصد لا تناسب رفعة الفن)[30].
من سوابق التمدن الإسلامي إدراكهم العميق أن شعوب الأرض هي شيء غير أنظمته صلحت أوفسدت فبحثوا في أعماق الفقه والتشريع وبينما كان المناخ العلمي العام لا يذكر للناس في العلاقة مع الأمم والشعوب غير الحرب أو الجزية أو القتال ، كان رجال التمدن يذكرون مايلي: “يظن بعضهم أن الإسلام أو الجزية أو الحرب هي ماينبغي عرضه على الأعداء دون غيرها. مع أنه يجوز شرعاً مصالحتهم على شروط أخرى تكون لصالح المسلمين. فالأمر في ذلك موكول لرأي الإمام القائد”[31].
وعندما ألقى العلامة فارس الخوري كلمة حول الموضوع تعقبته مجلة التمدن فقالت: “لقد ظن العلامة فارس الخوري كما ظن كثير غيره بأن قائد المسلمين ليس له إلا عرض هذه المطالب الثلاثة على المحاربين: الإسلام أو الجزية أو القتال! مع أنه غير مقيد بها دائماً”[32].
ورغم ماكان العالم الإسلامي يعانيه ويعانيه حتى الآن من حرب واعتداء فإن ذلك لا يجوز أن يحرف الإسلام عن رسالته ولا يجوز للمسلمين أن يشربوا أخلاق خصومهم الحربية ،وقد جاء في مجلة التمدن تعليقاً على قوله تعالى: ((فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً))[33] وعند الحديث عن : نشاط الإسلام الحربي ، جاء تحت عنوان :جهادنا وقتالهم :”يظهر لنا من مجموع آيات الكتاب الكريمة الواردة في القتال ، ومن عمل النبي[r] نفسه في سننه ، ومن السيرة ، ومن تاريخ حروبه ، أن الإسلام لا يبيح حرب الاعتداء ، ولا يحل الحرب لعرض الحياة الدنيا …”[34].
من سوابق الجمعية إدراكها ماتفعله الطائفية البغيضة فكانت تحرص على ماتعتقد أنه الحق وحملت دائماً لواء الدليل الصحيح ، والحرص على الكتاب والسنة وفق منهج علماء أهل الشام الذي يجمع بين النص والمقصد ويبتعد عن البدع والخرافات، مع الحرص الشديد على المخالف ومن ذلك :
” زار دمشق للمرة الثانية السيد علي نجل سمو آغا خان ، فتفقد الاسماعيليين المرتبطين من الوجهة المذهبية بوالده ، وتبرع بإنشاء مدارس ، كما تبرع لبعض المؤسسات الخيرية ، والله سبحانه يجزي المحسنين خير الجزاء”[35] ، “فقد قال فيما قاله أن بعض جماعته ابتعدوا عن التعاليم الإسلامية وأنه سيعمل على حملهم على اتباع تلك التعاليم …. وآغا خان اشتهر بأنه من آل بيت النبوة ، فهو إذن أولى الناس بالعودة إلى ماجاء به محمد بن عبد الله r ، وهو أولى الناس بأن يجعل اللغة العربية، التي هي لغة الإسلام الرسمية ، ولغة القرآن الكريم ، ولغة محمد r اللغة الرسمية لجماعته وآل بيته ، وهو أولى الناس بأن يدافع عما أعلن الإسلام تقديسه ….. [وإن] آغا خان حريص على التضامن الإسلامي وعلى إعادة الخلافة الإسلامية ، وهذا مايحملني على أن أتوجه إلى سموه وإلى سمو نجله بأن يعملا لهذا التضامن …. وقد لمس المسلمون أن القطيعة لاتفيد الإسلام والمسلمين شيئاً …. أما الجهاد الأكبر فهو اتحاد مذهبي يعود المسلمون فيه إلى كتاب الله وإلى سنة نبيه ، ويتناسون الفرقة والتعصب الذميم ، وينسون ما وقع في العصور الأولى من حروب ومشاحنات مذهبية لم يفد منها إلا أعداء الإسلام …”[36]
من سوابق الإدراك لعالمية الإسلام ورسالته وواقع الناس وحاجتهم إلى الهداية ما ورد على غلاف الجزئين 14-15 من السنة الرابعة عشرة : تقدم إدارة مجلة التمدن الإسلامي بفخر هذا البحث العلمي الفلسفي الرائع لأمين سرها الأستاذ الحقوقي محمود مهدي الاستانبولي ، وقد جاء فيه بعد التقصي أن العلماء والفلاسفة مهما تاهوا فإنهم في النهاية لايمكن لهم الانفكاك من الاعتراف بالخالق العظيم.. وأنه “ليس في الكون إلحاد مطلقاً “[37] [أي لايوجد إلحاد قطعي بل ضلال وحيرة وأوهام].
ويقول الأستاذ إحسان سامي حقي: (ومهما اختلفت الأسماء وتشعبت المسالك ، وابتعدت أو اقتربت المناهج ، فالحقيقة التي لا مناص للجميع منها أنهم يدورون حول الإسلام يتلمسون بعض أصوله ، فيقرعون بابه ولا يدخلونه حسداً وغروراً)[38] ونختم كلامنا بما قاله العلامة العظمة: (وبدهي أن دعوتنا هذه ترمي إلى حق وسلام …. وهي واضحة كأنها النهار …. وأسلوبنا مُنار بالإيمان ، مؤيد بالتجربة آخذ بالعلم ، مستند إلى العقل ، مراع للمصلحة ، مزدان بالآداب)[39].

التمدن الإسلامي اليوم : من خلال ماذكرناه فإنني أعتقد أن فكر التمدن اليوم أعظم أهمية مما مضى ودوره يبرز بأهمية أكبر والحاجة إليه أعظم ونأمل أن يقدم المسلمون إلى العالم كله الإسلام نظاماً صالحاً ومدنية قائمة على الإيمان.
دمشق / 17 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 2 حزيران 2007م

عقيدة وعمل (عقيدة جمعية التمدن الإسلامي)

أعتقد أن الأمر كله لله تعالى، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم رسله للناس كافة، وأن القرآن الكريم - آخر كتب الله - وضامن لسعادة الدنيا والآخرة، وكل ما فيه من عالم الشهادة والغيب: كالملائكة والآخرة والجنة والنار… حق لا ريب فيه. وأتعهد بأن أتلو يومياً ما تيسر من القرآن الكريم، وأن أتمسك بالسنة المطهرة، وأن أدرس السيرة النبوية وتاريخ الصحابة الكرام، وأتفقه ما استطعت في الدين.
وأتعهد بأن أكون مستقيماً أؤدي العبادات وأبتعد عن المنكرات، فاضلاً أتحلى بالأخلاق الكريمة وأتخلى عن الأخلاق الذميمة وأتحرى العادات الإسلامية ما استطعت، وأوثر المحبة والود على التحاكم والتقاضي، فلا ألجأ إلى القضاء إلا مضطراً. واعتز بشعائر الإسلام ولغته العربية، وأتعلم وأعمل على بث العلوم والمعارف النافعة في طبقات الأمة.
أعتقد أن المسلم مطالب بالعمل والتكسب المشروع، وأن في ماله حقاً للسائل والمحروم. وأتعهد بأن أعمال لكسب وسائل عيشي، واقتصد لمستقبلي، وأؤدي زكاة مالي وأجعل جزءاً منه لأعمال الخير، وأشجع كل مشروع اقتصادي إسلامي نافع، وأرجح منتجات بلادي وبني ديني ووطني، وأنبذ الربا في أشكاله جميعاً، واستغني عن الكماليات ما أمكنني.
وأعتقد أن المسلم مسؤول عن أسرته، وأن من واجبه أن يحافظ على صحتها وعقائدها وأخلاقها. وأتعهد بأن أعمل بذلك جهدي وأن أبث أحكام الإسلام في أفراد أسرتي، ولا أدخل أبنائي أية مدرسة لا تحفظ عقائدهم وأخلاقهم، وأقاطع كل الصحف والنشرات والكتب والهيئات والفرق والأندية التي تناوئ أحكام الإسلام.
أعتقد أن من واجب المسلم العمل على إحياء مجد الإسلام بإنهاض شعوبه وإعادة تشريعه، وأن راية الإسلام يجب أن تسود البشر، وأن من قصد كل مسلم تربية العالم على قواعد الإسلام.
وأتعهد بأن أجاهد في سبيل أداء هذه الرسالة ما حييت،وأضحي في سبيلها ما استطعت. أعتقد أن المسلمين جميعاً أمة واحدة تربطها العقدية الإسلامية، وإن الإسلام يأمر أبناؤه بالإحسان إلى الناس.
وأتعهد بأن أبذل جهدي لإزالة الجفاء وتوثيق رابطة الإخاء بين جميع المسلمين. أعتقد أن السر في تأخر المسلمين ابتعادهم عن دينهم، وأن أساس الإصلاح العودة إلى تطبيق الإسلام تطبيقاً صحيحاً، وأن ذلك ممكن لو عمل له المسلمين عمله، وأن سعي جمعية التمدن الإسلامي، وما كان على شاكلتها - ومناصرة المصلحين منها ومن سواها المناصرة المرجوة؛ لما يحقق هذه الغاية الرفيعة الغالية.
وأتعهد بالثبات على دعوة الحق كدعوتها، والإخلاص لكل عمل من أعمالها الإسلامية، وأن أظل مناصراً لها ما دامت مخلصة لله
تعالى في عملها.

[1] - وجيه كوثراني ، بلاد الشام في مطلع القرن العشرين (قراءة في الوثائق) ، بيروت ، معهد الإنماء العربي ، 1980، 163.
[2] - بعقائده: درج قلم ، والأصوب أن نقول: بعقيدته ؛ إذ للمسلم عقيدة واحدة.
[3] - بيان إداري بتاريخ : 1/11/1395هـ الموافق 5/11/1975م وهو مطبوع على الآلة الكاتبة وتوجد مسودته الأصلية بخط الأستاذ أحمد مظهر العظمة رحمه الله ،
[4] - العدد الأول ، السنة الثالثة، 1356ربيع الأول ، هـ/1937م ، ص3-4.
[5] - رايسنر ، 121.
[6] - مكتب الدراسات السورية والعربية، من هو في سورية (1951)، دمشق، مطبعة العلوم والآداب، آب 1951، 593.
وقد جاء في الكتاب أنه من مواليد 1897، وهو مهندس صيانة الأبنية في الأشغال العامة للمنطقة الجنوبية.
[7] - محمد مطيع الحافظ-نزار أباظة، تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، دمشق، دار الفكر، 1412هـ/1991م، 3(المستدرك)، 314 -316.
[8] - انظر الوثيقة :
[9] - مجلة التمدن الإسلامي ، دمشق ، السنة الأولى ، العدد السادس ، شعبان 1354 ، الغلاف الأخير ،
[10] - محمد عدنان سومان (عميد كلية الطب في جامعة دمشق) ، جامعة القاهرة ، محاضرة مع شرائح ضوئية ، 2003. الشريحة 5.
[11] - محمد مطيع الحافظ- نزار أباظة ، تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع الهجري ، ج2 ، 763.
[12] - خالد العظم ، مذكرات خالد العظم ، ط3 ، بيروت ، الدار المتحدة للنشر ، 2003م ، 3 ، 220. ويعتقد أن هناك محاولات تزوير اعترض عليها بعض المرشحين منعت من فوز الشخصيات المذكورة.
[13] - من ترجمة خطية بقلم المترجم له وجهها إلى ابن عمه الدكتور عبد الملك الكزبري-رابطة آل الكزبري، بعنوان : قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى، وهي موقعة بخط المترجم له بتاريخ: 29 شوال 1417هـ/8 آذار 1997م، وتتألف من عشر صفحات.
[14] - مجلد 14- جزء1-2-3 ، ص 24.
[15] - من قصيدة ألقاها الأديب عبد السلام الجزائري بعنوان: سأظل باسمك الحياة صداحاً في حفل أقامته جمعية التمدن الإسلامي بدمشق ، ونشرته مجلة التمدن في عدد جمادى الأولى 1367هـ/نيسان 1948م.
[16] - التمدن الإسلامي، 11، 13، رمضان المبارك 1364هـ، 183.
[17] - الخضر حسين ، محمد ، جمعه وحققه علي الرضا التونسي ، الرحلات ، دم ، المطبعة التعاونية ، 1396هـ/1976م ، 123.
[18] - نشرة بعنوان: أعمال ومتبرعون لجمعية التمدن الإسلامي، 1376هـ، 4-5.
[19] - منها على سبيل المثال:
[20] - من أهمها:
[21] - نشرة :أعمال ومتبرعونن 1376هـ،6.
[22] - أحمد مظهر العظمة (1911-1982م) ، عالم ومحام ومدرس وشاعر وخطيب ؛ من كبار المفكرين والمربين الإسلاميين في بلاد الشام ، أحد مؤسسي جمعية التمدن الإسلامي وأمين سرها خمسين عاماً ، كان صاحب أخلاق رفيعة ، ولى الوزارة في سورية أوائل الستينات ، ورئاسة هيئة تفتيش الدولة ، وله مؤلفات كثيرة ، وانظر لذلك :
- أحمد العلاونة ، ذيل الأعلام ، جدة ، دار المنارة ، 1418هـ/1998م ، 34.
[23] - حدثت هذه القصة قبل مايقارب سبعين عاماً!
[24] - أحمد مظهر العظمة ، “شيخ يسمع أميركا صوت السلام الإسلامي” ، مجلة التمدن الإسلامي ، دمشق ، 3 ، (3 ، جمادى الأولى 1356هـ) ، 65-66، وقد سقنا الموضوع بتصرف يسير.
[25] - كتبت الوثيقة على الآلة الكاتبة ووقعها الأستاذ قنصل وكتب عنوانه بخطه، وتحته خط الأستاذ العظمة للكتب التي أرسلت إلى قنصل.
[26] - سورة التوبة ، الآية 73.
[27] - العدد الأول ، السنة الثالثة، 1356ربيع الأول ، هـ/1937م ، ص5.
[28] - العدد الأول ، السنة الثالثة، 1356ربيع الأول ، هـ/1937م ، ص6.
[29] - العدد الأول ، السنة الثالثة، 1356ربيع الأول ، هـ/1937م ، ص 10.
[30] - س 10 ، ج1 ، ربيع أول 1363/آذار 1944 ، ص15-16.
[31] - محمود مهدي ، نشاط الإسلام الحربي س 14- ص 169.
[32] - أبي عصام : محمد خير الجعفري؟ ، نشاط الإسلام عند نصارى العرب ،14/207
[33] - المجلد 4 -89
[34] - عبد الرحمن عزام ، ص190 سنة 14 ، جهادنا وقتالهم.
[35] - مجلد 14 – ص96. جزء 6-7 ، رجب 1367هـ /آيار 1948م.
[36] - 14-ص 97.
[37] - محمود مهدي الاستانبولي ، أنا مؤمن بالله ، لماذا؟ ج 14-15 س 14 شوال 1367/آب 1948. ص 238.
[38] - حقي ، إحسان سامي (الإسلام دين البشرية الخالد ) ، مجلة التمدن الإسلامي ، دمشق ، السنة الثالثة ، العدد الأول ، ربيع الأول 1356هـ/ 1937م ، ص 12.
[39] - س10 ع 1 ، ص 3.

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف من كنوز التمدن الإسلامي, منائر. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.