أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : قدوة للمرأة المسلمة

الحمد لله (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظُلموا لنُبوِّئَنَّهُم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون)1 ؛ ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له (فذلكم الله ربكم الحقُّ فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنَّى تُصرفون)2، ونشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله ورسوله (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)3، يا أيها الناس اتقوا ربكم (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم)4.

أما بعد: فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإن من كلامه تعالى قوله : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تَوَلَّوا عنه وأنتم تسمعون)5.
والالتزام بطاعة الله ورسوله في الأسرة المسلمة آفاقه لا تحد ودروبه لا تتناهى ؛ ومن كان يظن بنفسه الريادة فليقس نفسه على امرأة مؤمنة والتزامها منذ كانت في بيت أبيها ومروراً بحياتها زوجة وفية إلى أن ودعت فلذة كبدها مصلوباً في سبيل الله ثم موتها بعده بأسابيع ، ومما يطالعنا في حياتها المشرقة بالإيمان أن أباها رضي الله عنه طلب الصحبة في الهجرة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم واحتمل كل ماله معه ليبذله بين يدي النبي الكريم ؛ لأن شعاره كان دائماً إذا سُئِل ماذا أبقيت لعيالك أن يقول: (أبقيت لهم الله ورسوله) ، ودخل جدها وما كان وقتها قد أسلم وهو كفيف فقال لها: (ما أرى أباكم إلا قد فجعكم بماله كما فجعكم بنفسه)! ومارضيت الصحابية العظيمة أن يظن أحد أن مسلماً يضيع عياله ؛ كيف وهو إنما يحفظهم بحفظ الله ، وأخذت أحجاراً وضعت فوقها ثوباً ليتحسسه الشيخ فقال: لا بأس إذا كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن.
الناس تظن لغفلتها أن الحفظ يكون بالمال ، والله خير الحافظين ، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب..)6.
ونعود إلى الصحابية الكريمة وما سبقها إلى الدخول في دين الله إلا سبعة عشر نفراً.
وقت الهجرة الشريفة وقريش تتربص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وشعاب مكة الصخرية القاتمة تخلع قلوب أشد الرجال شجاعة ؛ في ذلك الوقت حبس التاريخ أنفاسه يرقب خطوات المصطفى وصاحبه يغادران مكة ؛ ومستقبل الرسالة والدعوة بين يديهما محفوف بعناية الله ؛ في تلك اللحظات العصيبة لم يكن في كل مكة من يعرف سر الحركة إلا رجل وامرأة ؛ أما الرجل فكان علي رضي الله عنه ، وأما المرأة فهي الصحابية العظيمة التي نتحدث عنها ؛ وأحست قريش بالأمر فجاء أبو جهل فطرق الباب ففتحت له وهي حامل يريدها أن تُقِرَّ له بما تعرف فأبت إباء الإيمان العنيد ؛ فما كان من أبي جهل إلا أن ضربها وصفعها صفعة دوت في شعاب مكة ، وهكذا يفعل الأنذال والجبناء في كل وقت وحين ؛ ينتظرون غيبة الرجال فيصولون ويجولون ويعتدون على النساء … سنة الجاهلية الدائمة من يهود بني قينقاع إلى بني صهيون في أرض الإسراء والمعراج وانتهاء بالصرب الكفرة في البوسنة ؛ يستأسدون على الأطفال والشيوخ والنساء ، بعدما ذبحوا الشباب وأعدموا الرجال ؛ وضمنوا سكوت حكام الأرض وخَرَسَ بل تآمر وكر الصليبية الدولية والصهيونية العالمية : مجلس الإرهاب العالمي للشعوب المسلمة ، وهيئة الأمم المتحدة على ظلم أمة لا إله إلا الله.
وما خافت الصحابية الكريمة من صفعة طاغوت كفور ، ولولا أن مهمة عظيمة كانت تنتظرها لا تريد أن تؤخرها لأرت ذلك الكفور من عزة إيمانها وصلابة عقيدتها بل من قوة بأسها ما كان كفيلاً أن يذهله ويلجمه لكنها صبرت وكذلك المؤمن يصبر لا ضعفاً ؛ بل انتظارا أن يبلغ الكتاب أجله ؛ يأخذ فقه ذلك من قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)7، وذكر بعض المفسرين أن دلالة الآية أنه لا يجوز لكم يا مؤمنون أن تُغلبوا لكون عدوكم أشدَّ منكم صبراً.
وذهب أبو جهل فخرجت الصحابية المجاهدة تحمل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزاد والطعام ؛ تمشي فوق الرمال الملتهبة أو في ظلمة الليل البهيم ، وجو مكة في غاية التوتر من إرهاب قريش لأهل الإيمان وفتنتهم والكيد لهم ، والرعب والخوف يخلعان قلوب الشجعان ؛ لكنها لم تبال بكل ذلك.
كان شذى الإيمان يقودها ، ونفحات النبوة تنير الطريق ؛ كانت ترى ببصيرتها طلوع فجر الإسلام ودولته الفتية وأرض الإيمان والخير والنور ، وكأن كل الكون من حولها ينشد:
أرض الإيمان أيا حُلماً                بوصفك أضنيت القلما
أحياكِ سعيداً                           مبتسماً في قلبي وَضـَّاءُ النفس
وتنبعث مخاوف الطريق فإذا بنداوة الإيمان تبددها ؛ كيف لا والمصطفى الهادي صلى الله عليه وآله وسلم يفقه أصحابه: (ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه : أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما ، وأن يحبَّ في الله ويُبغض في الله ، وأن توقد نار عظيمة فيقع فيها أحبُّ إليه من أن يشرك بالله شيئاً)8.
وعندما كانت تعد الطعام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبه إذا بما تَرْبِطُ به الزاد يتمزق فأخذت خمارها فشقته نصفين ، واحداً منه للزاد وآخر تمنطقت به ، فكان لقباً لها وعرفت به ؛ فهي ذات النطاقين كما سماها الهادي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ إنها أسماء رضي الله عنها بنت خير الأصحاب بعد محمد صلى الله على محمد وآل محمد وصحب محمد ومن تبع محمداً إلى يوم الدين.
كانت أسماء من أنبل النساء وأوفرهن عقلاً بل أوفاهن وفاء وأيسرهن عيشاً ؛ ما بطرت ولا تكبرت وما أصخت سمعها يوماً لمناد من أهل الجاهلية في قليل ولا كثير. نشأت في بيت تتضوع منه طيوب الإيمان ؛ بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؛ أما زوجها فكان حواري رسول الله وأول من سل سيفاً في سبيل الله ؛ رائد الجهاد وأحد العشرة المبشرين بالجنة ابن (صفية) الصحابية المجاهدة الشجاعة عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هاجرت أسماء رضي الله عنها وهي حامل وفي قُباء وضعت مولودها وهو أول مولود يولد في دولة الإسلام ، وسمته عبد الله فخرج مجاهداً أبياً من أسرة صدق وجهاد ، وعاشت أسماء في المدينة مع زوجها ما تأففت يوماً وما ضجرت ، وصبرت صبراً عجيباً في سبيل العقيدة والدين ولو كانت واحدة أخرى لملأت الدنيا صراخاً وشكاية ، ولخرج حب الدنيا من قلبها إلى لسانها ، ولأهلكت وأتعبت زوجها كل يوم وهي تقول له : أبنت رجل مثل أبي بكر تعيش في مثل هذه الظروف ، وفي أقل الأحوال تجعل حياته جحيماً لا يطاق حتى تتعبه فيركب الصعب والذلول لإرضاء شهواتها ونزواتها.
ما كانت أسماء هكذا ؛ أسماء بنت الصديق ؛ أسماء المؤتمنة على سر الهجرة ؛ أسماء أخت الجهاد والإقدام والبطولة والفداء ؛ أسماء صاحبة فكر الدولة والدعوة والأمة والحضارة.
ما كانت يوماً تحس أنها تحمل العقيدة لأن زوجها أو أباها يحملانها ؛ كانت العقيدة إيماناً يتدفق من قلبها المُلَوَّع من جاهلية الأرض التي آن لها أن توئد لترفع راية التوحيد.
وفي يوم من الأيام أتتها أمها وكانت مشركة ، وهشت أسماء لأمها ، ومن لا يلقى بنفسه في أحضان أمه إذا رآها بعد طول فراق ويفتح قلبه ويدع دموعه تحكي ما في قلبه ، وتراخت ذراعا أسماء ووقفت الكلمات على لسانها ؛ فالعقيدة فوق كل شيء ، وأرسلت بأختها عائشة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن اسأليه: أأصل أمي وهي مشركة؟ لقد خشيت أن يخدش التزامها ، أما قال تعالى (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حاد اللهَ ورسولَه …)9، وعادت عائشة بالجواب أن صِلي أمك وأكرميها.
إن العقيدة في نفس المؤمن فوق كل شيء ولكن الإسلام ما كان يوماً قطاعاً للأرحام بل وصَّالاً لها ولقد كانت قريش تؤذي المؤمنين في مكة وتسومهم العذاب ثم قويت شوكة المسلمين وأصبحت لهم دولتهم ، وأصابت قريشاً مجاعة ؛ فما كان من نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن بعث لهم ما يعينهم في مجاعتهم ، وصدق تعالى إذ يقول: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)10.
ووراء المعلم الهادي مشت الأمة فسعدت وعاشت في سكينة وبر وتراحم وخير.
فهمت أسماء رضي الله عنها التوازن والشمول في العقيدة فأعطت كلاً حقه ؛ وقت الرحمة تلزمه الرحمة ، ووقت البأس يلزمه البأس ، ومن أوقات البأس فتنة وقعت في أيام سعيد بن العاص واضطرب حبل الأمن فيها ، فكان على جنب أسماء خنجر دافعت به عن نفسها وبيتها ، وأدبت كل معتد فجور ؛ أما في اليرموك ، وما أدراك ما اليرموك؟ فقد صُمَّتِ الآذان من صوت تكسر السيوف وتقصف الدروع ، وكانت كتائب الموت تغير مثل الصواعق الهائلة وقد أصبحت الأرض لزجة لكثرة ما سقيت من الدماء ، وانتصبت أسماء مثل لبوءة ضارية فشاركت في القتال تدافع عن دينها وعقيدتها ، أما قال تعالى: (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) 11.
كانت حياة أسماء كلُّها جهاداً في سبيل الله ، واحتملت كل ذلك ، وصبرت صبراً قليلٌ من يحتمله ، وزوجها كان من أفقر الناس ، هاجر ولا مال له ولا عقار ؛ ما كان له إلا فرس كانت أسماء تعلفه وتسير تجمع النوى من الأرض وتدقها وكانت في غاية التفهم لنفسية زوجها ؛ رآها عليه الصلاة والسلام وقد حملت النوى فأشفق عليها وأناخ راحلته لتركب فتذكرت غيرة الزبير فأبت واستحيت من الرجال! ما رضيت أن تركب مع رسول الله الطاهر المطهر المعصوم خشية أن لا يعجب زوجها ذلك ؛ فقال الزبير: والله لحملك النوى أشد علي من ركوبك معه. وصبرت أسماء وصبر زوجها ثم أخذ يعمل ويتاجر كما فعل الصحابة الذين قدموا ولا شيء معهم ففتح الله عليهم ورزقهم من الخيرات.
صبرت أسماء ، ولمَّا مات زوجها كانت تركته من التجارة خمسة ملايين ومائتي ألف درهم ما جمعها من حرام ولا نفوذ ولا جاه وما قعدت به عن علم ولا جهاد ، بل علَّم الدنيا أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم رجال مال وتقى ، أشداء في النهار رهبان رقاق في الليل ؛ فلقد تعلموا من نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم أن (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير..)12، ورغم كل المال الذي فاض فما بطر الزبير ولا أسماء وكان له ألف خادم يعملون لحسابه ، ولكنه كان ينفق باليمين والشمال ، وما جبيت من الزبير زكاة قط! ما كان يجمع ليدخر بل يجمع وينفق ، لأن عقيدته : (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خُلَّةٌ ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون)13.
وعاشت أسماء مائة عامٍ ما سقط لها سنٌّ ولم يُنكر لها عقل ؛ وفي آخر عمرها كانت البيعة الشرعية معقودة لابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في الحجاز وفارس وخراسان ثم انقادت له مصر ؛ واجتمع المسلمون عليه إلا أمراء في الشام كانوا أدهى منه وأعلم بالسياسة ؛ فحركوا العوام وبطشوا حتى تقلص ملكه ثم حاصروه في بيت الله الحرام ، فتحصن بالبيت فنصبوا المنجنيق ينهال بالصخور وعُرض عليه الفرار فأبى وما رضي أن تختم حياته الحافلة بالجهاد بموقف جبان , وذهب عبد الله يستشير أمه أسماء … العجوز ذات المائة عامٍ ؛ كفيفة البصر! وقال لها: يا أم قد خذلني الناس حتى أهلي وولدي ولم يبق لي أمل والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا فبماذا تشيرين؟ ووقف قلب الأم يوازن الأمور مع البيعة الشرعية والحق الواضح وكادت تغلبها عاطفتها وتذكرت ولادته في قباء ومرت بها أطياف الجاهلية وبقايا الطواغيت المتفرعنين وتفجرت في قلبها معاني الثبات على المبدأ والصبر على المحنة ؛ الموت أشرف من أن تدفع الأمة بشرعيتها إلى الظالمين.
إن الظالم يستطيع أن يسيطر ولكنه لا يستطيع أن يكون شرعي الحكم مهما طال به الزمن والأمة الغافلة فقط هي التي تستسلم ؛ أما أمة العقيدة فلا تنحني.
مر كل ذلك بأسماء وخرج القرار الحاسم: (لا يُتَلاعَبنَّ بك … عشت كريماً فمت كريماً) لقد حكمت على ابنها بالإعدام ، وبيد من؟ يد الحجاج ؛ كانت تنتزع مع كل حرف من قرارها قطعة من روحها ، لقد حكمت على نفسها أيضاً بالإعدام.
وضمت الأم العمياء إليها ابنها … والابن يبقى ابناً مهما كَبُرَ سناً أو مركزاً … ضمته تتحسسه وتشمه وتمده بدفء الأمومة ، وخرج الفارس العظيم بعد وداع أمه الوداع الأخير ، فلما لم تعد تسمع خطواته …خرجت دموع الأم غزيرة بعد تجلد فسالت على وجناتها.
وصُلب صحابي رسول الله في أمة سكرت برغبة المال أو رهبة السيف أو بريق التاج ، وخرجت أسماء تتحسس ابنها المصلوب ثم قالت : أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؛ فقال لها الظالم الذي صلبه : المنافق! قالت: والله ما كان منافقاً وقد كان صواماً قواماً ؛ وردت عليه رداً بليغاً.
ما عاشت أسماء بعد ابنها إلا عشرين يوماً ؛ بعدما خطت لكل مسلم ومسلمة درب البطولة وعلمت الأسرة المسلمة كيف تحمل العقيدة وتصبر على البلاء وتشكر في السراء والضراء ، وصدق النبي الهادي صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول: (لا تسبوا أصحابي ؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نَصيفه)14، وأجمع علماء الأمة على أن من وقع في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو زنديق. اللهم اجعلنا ممن يحب نبيك المختار وأصحابه الأخيار وآله الأطهار.
من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون.

- ألقيت هذه الخطبة بتاريخ : 16 صفر 1416 هـ الموافق 14/7/95 م.

الإحالات:

1- النحل 41.
2- يونس 32.
3- الأنفال 24.
4- الأنفال 28.
5- الأنفال 20.
6- أبو يعلى وإسناده حسن ، أنظر مجمع الزوائد ، باب علامات النبوة 36 ، الحديث 14210.
7- آل عمران 200.
8- البخاري ، الإيمان 16 ، مسلم ، الإيمان 43 ، واللفظ للنسائي ، الإيمان وشرائعه 4987.
9- المجادلة 22.
10- الأنبياء 107.
11- التوبة 41.
12- مسلم ، القدر 2664.
13- البقرة 254.
14- البخاري ، المناقب 3673 ، مسلم ، فضائل الصحابة 2540.

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف من خطب الجمعة, منائر. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.