إنما المؤمنون إخوة

بسم الله الرحمن الرحيم

امتثالاً لأمر الله تعالى : ( إنما المؤمنونَ إخوةٌ فأصلحوا بينَ أخويكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون ) فقد تم الاتصالُ بالأخ أبي عبد الله علوش قائد جيش الإسلام ، والأخ أبي محمد الفاتح قائد أجناد الشام ، وإخوة أفاضل آخرين ، بخصوص ما جرى من اعتقال العالم الفاضل الشيخ رياض الخرقي نائب رئيس الهيئة الشرعية لدمشق وريفها، وما تعرض له إثر ذلك ، ثم ملابسات اعتقال الأخ الفاضل أبي عبد الرحمن.
وقد ذكر الإخوة ملابسات عديدة لم يكن يرغب أحدٌ بوقوعها أدت إلى ماحدث مما لا يرضى به أحد ، ولا يُسر بهِ إلا عدو شامت.
وقد جزم الطرفان (وهما صادقان بذلك) بأن الأمور جرت من دون علم القيادات ولا رأيها ولا رضاها ، وأن الجميع حريصون على الحق ، وعلى التحاكم إلى شرع الله في الأمر.
أذكر الإخوة الكرام الأحبة جميعاً بأنه لم يبق في بلدنا بيت إلا وفيه شهيد ويتيم ، أو جريح أو أسير أو مُهجّر ، وأنهم قاموا نصرة للحق ، وإعلاءً لكلمة الله ، وقد علمنا النبي الهادي صلى الله عليه وآله وسلم أن (كلُّ ابن آدم خطّاء ، وخيرُ الخطّائين التوابون) ، وما الظن بإخوتنا جميعاً إلا أنهم رجّاعون إلى الحق ، أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين.

إن الظروف القاسية التي يعيشها أهلنا وشبابنا تزيد الضغوط ، وتحاول اختصار الطريق ، وتنشُد العافية السريعة ، فتكون الحماسة والخروج عن السليم من الأفعال ، وترتكبُ الأخطاء ، مما نحتاج أن نتجاوزه ونتعافى منه ، وما أحكمَ قالةَ المقنع الكندي يصفُ قومه :

إذا قدحوا لي نارَ حرب بزنــدِهم
قدحتُ لهم في كل مكـــــرمةٌ زندا

ولا أحملُ الحقدَ القديمَ عليهمُ
وليس كبيرُ القومِ من يحملُ الحقدا

فإن يأكلوا لحمي وَفَرتُ لحومهم
وإن يهدِموا مجدي بنيتُ لهم مَجدا

وإن ضيعوا غَيبي حفظتُ غيوبهم
وإن هم هووا غيي هَوِيت لهُم رُشدا

أيها الإخوة الأفاضل : والله إني لأعلم فيكم من الحكماء والعقلاء ما يُنهي كل فتنة ، ويهدي إلى كل فضيلة ، فلا تُشَمتوا فينا نظاماً لم يَرع فينا عَهداً ولا ذمة ، وكونوا في الحق يداً صادقة ، وفي الإخاء قلباً واحداً.
أدعوكم جميعاً إلى اختيار محكمين حياديين من غير الأطراف التي وقع بينها النزاع ، مما يتفق الطرفان عليه (وقد علمت بوجود إخوة كرام يتواسطون بين الطرفين لذلك) ، فلنُعِنهم على أنفسنا ولنجعل للحق علينا سلطاناً ، ولنعلم أن عيون الأمة كلها معلقة بنا ، فإن صلحنا صَلحوا بنا ، وإن أسأنا أغلقنا للخير باباً قد لا يفتحُ بعدنا.
ولنعلم الجميع أننا كلنا سنطفىء الفتنة ، ونوقفُ كل كلام ومناوشات إعلامية ، ونعطي أهل الحكمة الفرصةَ في زيادة المودة فيما بيننا ، ولمّ شملنا. ألهمكم الله السداد والهدى ، وحفظ الأمة بكم.
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

كتبه : أحمد معاذ الخطيب
للنشر والإعلام لكل إخوتنا الكرام

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف مختلفة, منائر. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.