رمضان

قصيدة جديدة في وداع رمضان الذي نرجو الله تعالى أن لا تنقضي لحظاته إلا وقد بدل حالنا إلى أحسن الأحوال إذ في القلب رهبة من عدم القبول كما فيه عظيم أمل برحمة الله وكرمه ومنّه .

للأستاذ هشام صافي :

هاقد رحلت فهل يكون تلاقي
وتعود تطفئ لوعة المشتاق

أحييت فينا الحب يا شهر التقى
و رويتنا من جدول رقراق

ورسمت دربا للعلا وأنرتها
كيما نغادر وهدة الإخفاق

لله يا رمضان نورك كم سما
في القلب فوق مراتب الإشراق

ولكم تقاطر من غمامك بلسم
ولكم سللت سخيمة الأخلاق

رمضان قد أزف المسير و أوشكت
ساعات أُنسك أن تعيد فراقي

فوقفت أرفع للكريم شكايتي
قبل انقضائك لحظة الإغلاق
يا رب يا حنان يا منان يا
ملك الملوك وقاسم الأرزاق

أمطر سحائب جودك الدفاق
و أغث فقد ألف العذاب عناقي

شدت على قلبي الهموم حبالها
واستعذبت خنقي بكل وثاق

سلت علي سيوفها وسهامها
وسعت لغرز الرمح في أعماقي

و رمتني الأيام غصنا ذابلاً
وبدا صفار الموت في أوراقي

و اليأس يربض فوق صدري جاثما
ويدق عظمي يبتغي إرهاقي

آه من الدنيا ومن أهوائها
أجرت دمائي أنهراً وسواقي

بالأمس أرخت لي الظلال رطيبة
واليوم طاب لنارها إحراقي

بالأمس بانت لي كبدر باسم
واليوم قد عبست بوجه محاق

واليوم ساقتني الكروب مكبلا
ربطت قيودا في يديّ وساقي

[فطرقت أبواباً لـ] فضلك هارباً
وجِلَ الفؤاد وجاحظ الأحداق

قد أدمن العصيان حتى ساقه
لمفازة الخسران شر مساق

عقد اللسان حياءه و حروفه
فرت فرار الآثم الأبّاق

لا يدري كيف يقول عذرا سيدي
إلا بدمع العين والإطراق

يا رب ذكر النار يطلق زفرتي
فامنن علي بمنة الإعتاق

والعمر في أسر الذنوب مهانة
أرجوك من إذلالها إطلاقي

انفق علي بمحو ذنبي واهدني
يا من أمرت الناس بالإنفاق

شطر الحياة مضى كئيبا محزنا
فاجعل إلهي في رضاك الباقي

واقبل قليل الزاد إني مدرك
أني المقلّ ولست بالسباق

لكن بحر الجود عندك ماله
من ساحل أبداً على الإطلاق

أدم الوصال أيا كريم فإنني
لا صبر لي و تعاظمت أشواقي

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف تذكرة, منائر. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.